السياق هو المفتاح

أحد الأسئلة التي تُطرح عليَّ طوال الوقت هو: "ما هي المبادئ التي يحتاج المسيحيين أن يستخدموها لتفسير الكتاب المقدس؟" وفي العادة ألخص الأمر بقول، السياق هو المفتاح. يجب أن يكون لديك السياق الصحيح إن كنت تريد أن تفهم الكتاب المقدس. ولكن السياق له طبقات متعددة، وأحد الأمور التي أقولها للناس هي أنه يوجد بالفعل ثلاثة سياقات مختلفة تستخدمها لتفسير الكتاب المقدس. أولها: "السياق المباشر". يجب أن تتأكد أنك تفهم المقطع والنصوص المحيطة به بشكل مباشر. ما الحجج التي يطرحها الكاتب؟ في أي سفر تقع؟ وما شابه. الطبقة الثانية للسياق هي ما أسميه "سياق القانونيّة"، أو السياق التاريخي- الفدائي. أين يقع هذا المقطع في الكتاب المقدس ككل؟ وبالتالي، عندما تفسر مقطع واحد فأنت تستخدم مقاطع كتابية أخرى خارج الموقع المباشر من أجل تفسيره. الطبقة الثالثة للسياق هي ما أسميه "السياق الكنسي". نحن لا نفسر الكتاب المقدس بمعزل عن الكنيسة. نحن نفسر الكتاب المقدس بالاقتران مع الكنيسة، في الحاضر كما عبر العصور. ما الذي قاله أباء الكنيسة عن هذا المقطع؟ ما الذي قاله اللاهوتيون عن هذا المقطع؟ ما حكمة شعب الله الجماعية فيما يختص بهذا المقطع؟ عندما تنظر إلى هذه المستويات الثلاثة من السياق معًا، ستجد أنها تعمل بالفعل في تناغم لتساعدنا أن نفهم ما يقوله الكتاب المقدس. يمكننا أن نخطئ في أي من هذه المجالات الثلاثة. ولكن إن تم التأكد منها كلها، ففي الغالب يمكنها أن تقودنا إلى فهم جيد لما يقوله النص الكتابي.